كتب نبیل قسطھ:
ما من أحد منّا ینكر المشكلات التي تعترض سبیلنا كتربویین وأكادیمیین، إن في القطاع الخاصّ أو في القطاع
العام.
فما واجھناه ونواجھھ من أزمات اقتصادیَّة، وما تلاه من حجر منزلي وتباعد اجتماعي بسبب فیروس كوفید
19- ، وضعنا في مكان شعرنا فیھ أنّ العدو وراءنا والبحر أمامنا.
لكن اللبنانیین لم یعتادوا یومًا الوقوف مكتوفي الأیدي أمام الأزمات والضیقات، بل كدّوا دومًا لإیجاد البدائل لكي
یحوِّلوا أزماتھم إلى ابتكارات واختراعات وأفكار جدیدة وفرص واعدة.
انتھى العام الدراسي لھذه السنة بما انتھى علیھ، لتبدأ السجالات والمشاحنات لتسجیل مواقف معیّنة في محاولةٍ
لإلقاء اللوم والمسؤولیة على ھذا أو ذاك من المسؤولین. مھما تكن الأمور أو الأسباب، فإنَّ البكاء على الأطلال ما
عمَّر یومًا بیتًا، ولا أنشأ مدرسة، ولا بنى مستقبل شعب.
نقول وداعًا للنموذج القدیم المتمثِّل في الحضور الصفّي والفعلي في حرم المدرسة. ونقول وداعًا للحافلات
المدرسیّة المكتظَّة بالتلامذة، وزحمة الملاعب والاصطفاف الصباحي. سنوّدع مع ھذا النموذج الجدید صفوفًا ملیئة
بالمتعلّمین، لنعتاد على صفوف من عشرة أو خمسة عشر متعلّمًا تؤمِّن مسافةً آمنةً لھم وتضمن حمایتھم. كما
سنقول وداعًا لدكّان المدرسة أو حتى الأكل في المدرسة. فلن تكون الأمور كما ألفناھا وتعوَّدنا علیھا في ما بعد.
فحبَّذا لو نمضي قُدمًا، نخطِّط للعام الدراسيّ القادم، ونضع الجدال جانبًا، إذ ھو الآن في ھذا الوقت الحرج والدقیق
مضیعة للوقت. فالغد لن یرحمنا وأبناؤنا لن یسامحوننا على عدم التخطیط لعام جدید، إن أضاعوه من عمرھم،
أضعناھم. فالحیاة كما یقول جبران خلیل جبران: “لا تعود القھقرى ولا تتمھَّل عند الأمس”.
وھنا لا بدَّ من التنویھ بالدور الذي قام بھ المعلِّمون والمعلِّمات مشكورین، إذ أرغمتھم المستجدّات على القفز بالتعلیموالمناھج قفزة كبیرة لم یتوقَّعوھا في ھذا التوقیت وبھذه السرعة. لكنھم على الرغم من ذلك نجحوا إلى حدٍّ بعید في
مواكبة مشوار التغییر بأفضل ما یمكن من وسائل مُتاحة. نحن فخورون بأساتذتنا الذین لم یبخلوا جھدًا في متابعة
تلامذتھم عن بُعد أو عن قرب عندما دعت الحاجة.
ففصل الصیف القادم على معلِّمینا ومعلِّماتنا لن یكون فصل راحة واستجمام، بل سیكون ورشة عمل مضاعفة،
تحضیرًا للعام المقبل مع ما یتطلّبھ ذلك من تفكیرٍ بذھنیَّة جدیدة ومتفاعلة ومبتكرة للبدائل.
ھذا كلّھ من دون أن ننسى دور الأھل الذین ھم أیضًا لم یكونوا مھیّئین لما داھم حیاتھم وباغتھا من مسؤولیات
مستجدَّة، وتبعات مفاجئة، والتزامات ضاغطة، وأعباء على كلّ الأصعدة الاجتماعیَّة، والعائلیَّة، والاقتصادیَّة،
والمالیَّة وغیرھا…
ھذا یقودنا إلى حلِّ واحد وحید، ألا وھو التفھُّم والتعاون بعضنا مع بعض لكي نصل جمیعًا بسفینة التّعلیم إلى میناء
10/22/2020 ؟2021- ھل نحن مستعدون للعام الدراسي 2020 – MTV Lebanon
https://www.mtv.com.lb/news/articles/1059036/؟2021- # 1/4 ھل-نحن-مستعدون-للعام-الدراسي- 2020
؟2021- ھل نحن مستعدون للعام الدراسي 2020
06:35 27 أیار 2020ا منا.