صرخة تربوية في تكريم الأب بطرس عازار… هل حان وقت تاسيس مجلس حوكمة للتربية وإعادة الهيكلة؟

24-05-2021 | 00:00 المصدر: النهار

ابراهيم حيدر

صرخة تربوية في تكريم الأب بطرس عازار…

الكوارث التي تعصف ب#التربية حضرت في #التكريم الخاص الذي نظمه اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة للأب #بطرس عازار، بعد انتهاء مهماته كأمين عام للمدارس الكاثوليكية عمل فيها لتسع سنوات ومنسقاً ايضاً للاتحاد. طغت الأزمة وطبعت كل الكلام، وتحول إلى صرخة تربوية لإنقاذ #التعليم لم تخلو من الانتقادات لسياسة التربية في حضور وزيرها طارق المجذوب الذي كرر المعزوفة ذاتها للحفاظ على وحدة العائلة التربوية آملاً بأن يتمكّن لبنان من إتمام السنة الدراسية الحالية رغم كل الصعاب. 

الطرح الجديد أو الرؤية التربوية تولى إثارتهما الأمين العام لرابطة #المدارس الإنجيلية الدكتور #نبيل قسطه، وقدمها كجزء من نقاشات بينه وبين عازار، وهي رؤية تستحق النقاش وإعلاء الصوت لأن تتولى وزارة التربية وضع خطط هيكلية وخريطة طريق لوقف النزف بالشراكة مع القطاع التربوي الخاص ومدرسته التي تشكل الاولوية للانقاذ. 

أسئلة في ورقة عملٍ للنّقاش في العالم التّربوين الرّسمي الخاص بلا أحكامٍ مسبقة وبانفتاح، تنطلق عناوينها من الشراكة والوضوح والشفافية وتقديم الصورة الكبيرة، فهل نحنُ في صددِ الإنتقالِ من مرحلةِ تعميمِ التّعليم العام على كلِّ التربية في لبنان إلى مرحلة الشّراكة الفعليّة الحقيقيّة؟ ففي التّربيةِ، ليسَ هناكَ الّا الخدمة للتلامذة وبينهم ذوو الصعوبات التعلّميّة، وأي خدمةٍ فعّالةٍ ممكنةٍ من دون تواضع حقيقي؟ 

النقطة المهمة، التي يمكن أن تفتح نقاشاً في موضوع التعليم والامتحانات والتقييم، هي إذا كانت رؤية التّربية في لبنان، ولوقتٍ طويلٍ من الزّمن، ترتكز على معادلة “الأعلى إلى الأسفل”، فهل نحنُ على أبوابِ رؤية مشغولة بالشراكة بين الجميع؟ 

يفتح هذا الامر على الانتقال من مرحلةِ تهميشِ القدرات الموجودة في القطاع الخاص التّربوي إلى مرحلةٍ من اكتشاف القدرات أينما وُجدت، في الخاص او في الرّسمي؟ 

وللعملية أوجه عدة، تبدأ من مواكبة إنتقال العالم من مرحلة المعرفة إلى مرحلة المهارات، ومن مرحلة العلامةِ التي تُقرّرُ نجاحنا ورسوبنا كما يحصل في الامتحانات الرّسميّة إلى مرحلة تقييم المكتسبات؟ والاهم كيف نرتكز على قاعدة التّعلم المستمرّ والتطوّر؟

هذه الرؤية تؤدي إلى طرح عملية انتقال التّربيةُ في لبنان من مرحلة القرار المركزي الذي يُطبّقه الجميع إلى الشَّورى في صنع القرار وإن كانت الكلمةُ النّهائيّة هي للسلطة الرّسميّة.

 وهذا يعني في المحصلة، انتقال إدارة الشأن التّربوي شكلاً ومضموناً إلى مرحلة إدارة العمليّة التّربويّة لوجستيّاً وإداريّاً، “فيما نتركُ إدارة الشأن التّربوي إلى مجموعة خبراءٍ برعاية ومسؤولية وزارة التّربية دون سواها”. 

يمكن للخبرات والخُبراء أن يُبدعوا لإخراج لبنان من الحضيض، غذا تسنى جمعها تحت مظلّة واحدة لها صلاحيات الحوكمة     Governance وهل حان الوقت لإنشاء “مجلس حوكمة للتربية” مع صلاحيات تقنيّة، يتعاون مع وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء؟ هذا مدخل للتغيير والانقاذ ومطروح للنقاش أمام الجميع ويستدعي تغييراً في الذهنيات وقرار من وزارة التربية.

لم تخرج أيضاً كلمة أو مطالعة رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية، المطران حنّا رحمة، عن النقد، هو تمنى على المعنيين إعادة النظر بالبرامج التربوية ليكون للبنان استراتيجية قادرة على أن تنهض بالجسم التربوي وتوحّده وتخلّص لبنان من محناته المتوالية.  

الحضورالتربوي الجامع من ممثلي الاتحاد أشاد بدور عازار وبالامين العام الجديد الأب جان يونس. ولم تخلو كلمة عازار في تقييم لتجربته من إبراز الصعوبات والمشكلات في التربية، مجدداً رهانه على الاتحاد كأسرة واحدة متضامنة تمثل لبنان بتعدد أديانه وطوائفه، همّها الأوحد هو مصلحة التلامذة وخدمتهم وبالتالي خدمة الوطن. 

ibrahim.haidar@annahar.com.lb

Twitter: @ihaidar62