برعاية معالي وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي، افتتحت رابطة المدارس الإنجيلية في لبنان المؤتمر الوطني الثاني للتربية NEC2025  تحت عنوان “Bridging the Gap – ردم الهوّة”، في مدرسة برمانا العالية العريقة، بحضور نحو 350 شخصية تربوية ودينية وسياسية وأمنية، من رؤساء مؤسسات ومديري مدارس وخبراء في التعليم. على أن يقدم المؤتمر فرصةً لأكثر من 1500 تربوي في ٩٤ حلقة تدريب وورشة عمل تخصصية يقدمها ٦٣ متكلمًا خلال يومي 31 تشرين الأول و1 تشرين الثاني.

تضمّن حفل الافتتاح النشيد الوطني اللبناني، تلاه عرض وثائقي عن رسالة الرابطة الإنجيلية ومسيرتها التعليمية الممتدة لأكثر من قرن ونصف في خدمة المجتمع اللبناني. ثم ألقى مدير مدرسة برمانا العالية السيد ديفيد غراي كلمة ترحيبية عبّر فيها عن فخر المدرسة باستضافة هذا الحدث الوطني الذي يعيد التأكيد على دور التعليم في توحيد المجتمع وبناء المستقبل، مؤكدًا أن المدرسة، منذ تأسيسها عام 1873، كانت منارة للعلم والتربية والتنوير الإنساني، وهي اليوم تواصل رسالتها التربوية الأصيلة في خدمة الأجيال وبناء جسور الحوار والتعاون بين المؤسسات التربوية في لبنان.

وفي كلمته، أكّد رئيس رابطة المدارس الإنجيلية في لبنان الدكتور جورج رحباني أن انعقاد هذا المؤتمر الثاني بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية والصحية هو فعل إيمان ورسالة تجديد لالتزام المدارس الإنجيلية برسالتها الإنسانية والوطنية، مشيرًا إلى أن التربية ليست مهنة أو وظيفة بل دعوة ورسالة

أما الأمين العام للرابطة الدكتور نبيل قسطه، فقد ألقى كلمة محورية شدّد فيها على أن المؤتمر ليس مناسبة شكلية بل ورشة وطنية لإنتاج حلول عملية ومقرّرات واقعية تعالج تحديات التربية في لبنان. وأوضح أن التربية ليست بخير، وأن الهوّة تتسع بين التعليم الرسمي والخاص، وبين التلامذة أنفسهم، وبين المدرسة والمجتمع، داعيًا إلى رؤية وطنية تربوية شجاعة تُعيد الثقة إلى المدرسة اللبنانية قائمة على تحديث السياسات التعليمية وإقرار تشريعات جديدة تُعيد الاعتبار لدور المدرسة والمعلم في بناء مجتمع عادل ومتوازن. كما دعا إلى عقد خلوة تربوية وطنية شاملة تجمع صانعي القرار لرسم مستقبل مليون تلميذ في لبنان، مؤكدًا أن التغيير لا يعني القطيعة مع الماضي بل تطويره بعزيمة وإيمان وعمل مشترك.

وأعربت معالي وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي في كلمتها عن تقديرها لرابطة المدارس الإنجيلية على تنظيم هذا المؤتمر الوطني، مثمنةً مبادرتها ودورها الريادي في النهوض بالتربية. وشددت على أهمية الشراكة بين وزارة التربية والمؤسسات التربوية الخاصة في تطوير التعليم الوطني، مؤكدة أن إصلاح النظام التربوي في لبنان يتطلب تضافر الجهود بين جميع الشركاء لبناء جيل مبدع ومسؤول. وأوضحت أن الوزارة تعمل على تطوير المناهج التربوية، وتعزيز برامج التدريب المستمر للمعلمين، مشيرة إلى أن الوزارة منفتحة على كل المبادرات الجادة التي تسعى إلى الارتقاء بنوعية التعليم وتحقيق العدالة التعليمية في لبنان.

واختُتم حفل الافتتاح بصلاة ألقاها القس جوزيف قصّاب، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان، رفع فيها الشكر لله على الجهود المشتركة التي تبذلها المؤسسات التربوية لخدمة الأجيال وتربيتها على الإيمان والعلم والمحبة. وتستمر أعمال المؤتمر الوطني للتربية في رحاب مدرسة برمانا العالية على مدى يومين، تتخللها جلسات حوارية وورش عمل متخصصة يشارك فيها خبراء لبنانيون ودوليون، على أن تُرفع توصياته الختامية إلى وزارة التربية والتعليم العالي لتُسهم في بلورة السياسات التعليمية المستقبلية وتعزيز جودة التعليم في لبنان.