رابطة المدارس الإنجيلية في لبنان
2 نيسان 2020، اليوم العالميّ للتوحُّد:
يحتفل العالم في الثاني من شهر نيسان من كلِّ سنة باليوم العالميّ للتوحُّد. فإنَّ ضعف التفاعل الاجتماعيّ، والأنماط السلوكيّة المقيّدة والمتكرِّرة، وتعثُّر التواصل اللّفظي وغير اللّفظي، تصبُّ كلّها في ما يُسمّى اضطرابات طيف التوحّد. هذه الاضطرابات تتطلّب مستوىً عاليًا من التفاعل الإنسانيّ لكي تتطوَّر وتنمو.
هذا وقد تزامن اليوم العالميّ للتوحُّد هذه السنة مع اجتياح لا مثيل له لفيروس الكورونا المستجد في كلِّ أرجاء المسكونة، الأمر الذي حتَّم على مجمل دول العالم، بما في ذلك لبنان، الانعزال وعدم التخالط.
هذا من دون أن ننسى اليوم الوطنيّ للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية في لبنان بمن فيهم ذوي طيف التوحُّد، الذي يوافق في 22 نيسان أيضًا، فيما العالم منشغل باحتياجات عالميَّة وملحَّة تطال الجميع، لا سيَّما الذين يعانون حاجات خاصّة وصعوبات تعلُّميَّة، في ظروف حتَّمت التعلُّم عن بعد، وغيرها من النتائج النفسيَّة والعاطفيَّة. وستقوم كافة المراكز والمدارس الدّامجة، واتّحاد المؤسّسات التربويَّة، بإحياء هذا اليوم بما تراه مناسبًا في زمن الكورونا، تعبيرًا عن تضامنها مع كلّ صاحب حاجة خاصّة أو صعوبة تعلُّميَّة.
خمسة عشر يومًا من الحجر الصحيّ والتباعد الاجتماعيّ والعزل المنزليّ والذّاتي مع ما تبع ذلك من جمود اجتماعي واقتصادي وحياتي، جعلتنا مدركين على نحو أكبر معنى التوحُّد، والشعور بشيء ممّا يشعر به ذوو طيف التوحُّد. فجميعنا الآن معزولون، جميعنا نعاني القوقعة على ذواتنا، والابتعاد عن مجتمعاتنا.
أمّا التحدّي الأكبر الذي نواجهه فيتمثَّل في ألاّ نستسلم لهذا الوباء العالميّ بحرماننا من ممارسة الإندماج، على الرغم من العزل الذي يُفرض علينا لإنقاذ الأرواح، وذلك من خلال استخدام وسائل خلاّقة تتماشى مع الوقاية السليمة.
لقد قام لبنان بتقدّم لا بأس به على مستوى دعم الذين يعانون اضطراب طيف التوحّد. وإذ لا نريد أن تمرَّ هذه المناسبة في هذا الوضع الأليم من دون أن ندعم عمليَّة الدَّمج التي طالما آمنّا والتزمنا بها كرابطة للمدارس الإنجيليَّة في لبنان، بل وكنّا من السبّاقين في التشجيع عليها والعمل لتطبيقها، فإنَّنا نتَّحد ونتضامن مع عائلات الذين يعانون التوحّد حول العالم، عبر إضاءة مدارسنا باللون الأزرق المعتمد عالميًّا من قبل الأمم المتَّحدة لهذه المناسبة، واضعين نصب أعيننا التوعية السليمة والدَّعم المتوافر، وهدفنا بذلك استكمال عمليَّة الدَّمج في كافة المدارس اللبنانيَّة، ومدركين في الوقت عينه مدى التميّز والجمال الذي يُضيفه كلّ مَن يعاني التوحُّد في مجتمعنا.
سوف ينتهي وباء كورونا عاجلاً أم آجلاً، إذ ذاك لا حاجة للانعزال والعزلة. فقدِّم ما لديك، مارس ما تعلّمته، استخدم التكنولوجيا، واستمرّ في جعل طيف التوحد يتكلَّم!